الأخبار


الاستثمارات المشتركة بين الإمارات وعُمان مرحلة جديدة من النمو

27 سبتمبر 2022
الاستثمارات المشتركة بين الإمارات وعُمان مرحلة جديدة من النمو
 
تتسم العلاقات الإماراتية العُمانية بالتطور الاستراتيجي، مستندة إلى القواسم المشتركة التي تربط البلدين الشقيقين من حيث الموقع الجغرافي ووشائج القربى والقيم والعادات والتقاليد التي تجمع الشعبين الشقيقين والدين والعروبة والثقافة المشتركة.
كما تحظى العِلاقاتِ العُمانيّة الإماراتيّة إهتمامًا بالغاً لدى القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، وأخذت تلك العلاقات في التطور والنمو، وقد مرت علاقات البلدين خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة حتى قبل قيام الاتحاد، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والسلطان قابوس بن سعيد «رحمه الله» عقدا لقاءً تاريخياً في عام 1968. 
وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وتشهد زخماً متواصلاً على المستويين الرسمي والشعبي.
تلك العلاقات الأخوية التاريخية القوية ماضية نحو مستقبل مشرق بفضل دعائم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان "حفظه الله".
 
ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى القيادة الدولة، وهو ما عبر عنه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بقوله : " الإمارات وعمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخا وقوة ومحبة ".
وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" حيث جسد خصوصية العلاقات الإماراتية العمانية وعمقها التاريخي، بقوله: "عمان منا ونحن منهم، أخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا".
والحرص المشترك على تكريس العلاقات الثنائية ودعمها وترجمتها إلى شراكة مشتركة على المستوى الثنائي والخليجي، فالتواصل والتعاون بين البلدين بناء صنعته إرادة قيادتي وشعبي البلدين واستجابة لتاريخ طويل سطره الآباء والأجداد الذين عاشوا على التعاون والتشاور والتكاتف.
 
 
الجروان: آفاق واعدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين
 
قال سعادة جمال بن سيف الجروان الأمين العام لـ«مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج»، إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولقاءه بأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطان عمان، تكتسب أهمية كبيرة، وسوف تدفع العلاقات بين الدولتين إلى أفق أوسع في كافة المجالات، وفي مقدمتها المجال الاقتصادي.
 
أن العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان تشهد تطورات إيجابية ملحوظة خلال هذه الفترة، في ظل حرص قيادة الدولتين على تعزيز العلاقات المشتركة في المجالات كافة، وفي مقدمتها المجال الاقتصادي، ونتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الاستثمارات المشتركة، ما يسهم في ترسيخ وتقوية الشراكة الاقتصادية القائمة بين البلدين.
 
وأوضح الجروان أن الاستثمارات الإماراتية في عمان شهدت نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، وهناك العديد من المشاريع الإماراتية الناجحة وذات الأثر الكبير على المجتمع العماني، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الزخم فيما يتعلق بنمو هذه الاستثمارات، لاسيما في ظل حرص السلطنة على تسهيل الاستثمار وإصدار العديد من القوانين الجاذبة للمستثمرين.
ولفت إلى وجود فرص استثمارية واعدة في سلطنة عمان بالعديد من القطاعات، لاسيما السياحة، والبنية التحتية والنقل، والخدمات اللوجستية، والبترول والغاز، والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، والتكنولوجيا الرقمية، وتجارة التجزئة، والخدمات المالية، موضحا أن عمان تمتاز بطبيعة خلابة ما يجعلها جاذبة للسياح العرب، وهو ما يوفر فرصا متميزة للشراكة بين البلدين في المجال السياحي.
 
وذكر الجروان أن الاستثمارات الإماراتية في الخارج تتوزع على 4 فئات تقريباً، حيث تركز الفئة الأولى على دول الخليج ودول الجوار، حيث تعد سلطنة عمان في مرتبة متقدمة في قائمة أولويات المستثمرين الإماراتيين، لاسيما في ظل توافر العديد من عوامل الجذب بالسلطنة، وفي مقدمتها الاستقرار السياسي والاقتصادي، واستقرار العملة بعمان.
 
وتُعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لسلطنة عُمان على مستوى العالم، وأكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40% من مجمل واردات عُمان من العالم، فيما تستأثر بنحو 20% من صادرات عُمان إلى الأسواق العالمية.
فقد بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان  104 مليار دولار (381 مليار درهم) خلال 12 عام، في العام 2010 بلغ  2.3 مليار دولار (8.4 مليار درهم) وصولاً إلى 12.6 مليار دولار (46.5 مليار درهم) بنهاية عام 2021.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال النصف الأول من العام الجاري 24.2 مليار درهم، توزعت بين 8.8 مليار درهم قيمة إعادة التصدير، و 9.9 مليار درهم قيمة الصادرات غير النفطية، و 5.4 مليار درهم قيمة الواردات.
 
وعلى صعيد الاستثمارات تُعد الإمارات أكبر مستثمر عربي وثالث أكبر مستثمر عالمي في سلطنة عُمان، وتساهم بأكثر من 8.2% من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عُمان.
بلغ حجم الاستثمارات العمانية في الإمارات 1.2 مليار دولار، فيما يوجد نحو 389 علامة تجارية و19 وكالة تجارية عُمانية و10 شركات مسجلة في دولة الإمارات حتى نهاية 2019.
في المقابل بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في سلطنة عمان 3 مليار دولار، في مختلف مجالات الاستثمار ويوجد نحو 3300 شركة إماراتية في السوق العماني.
ومن أبرز الشركات الإماراتية المستثمرة في عُمان، صندوق أبوظبي للتنمية، مصدر، شركة مبادلة للاستثمار، شركة أبوظبي للاستثمار، شركة بترول رأس الخيمة، شركة الخليج للصناعات الدوائية (جلفار)، بنك أبوظبي الأول، شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، دوكاب، الشركة الوطنية للتبريد المركزي «تبريد»، دولفين للطاقة، الشركة العالمية لزراعة الأسماك، شركة دايموند للتطوير العقاري، القدرة العقارية، العربية للطيران، طيران الإمارات، الاتحاد للطيران، وشركة بترول رأس الخيمة، شركة آبار للاستثمارات، مجموعة فنادق ومنتجعات ميلينيوم وكبثورن للشرق الأوسط وافريقيا، شركة روتانا لإدارة الفنادق، ماجد الفطيم، مجموعة اللولو العالمية، مجموعة شرف، مجموعة المزروعي، مجموعة فردان الفردان القابضة، مجموعة الغرير، وبن حم، ومجموعة جمعة الماجد، ناصر عبد اللطيف السركال.