الأخبار


المنتدى الإماراتي الياباني للأعمال يبحث توسيع آفاق التعاون المشترك

30 أبريل 2018

بحضور رئيس وزراء اليابان والمنصوري وسلطان الجابر وكبار المسؤولين

 

  • شينزو آبي: الإمارات دولة التسامح ورائدة التنمية في الشرق الأوسط
  • المنصوري: علاقات اقتصادية قوية ومتنامية بين البلدين شملت معظم القطاعات الحيوية
  • المنصوري: فرص عديدة لتعزيز التعاون ونحرص على الاستفادة من تجربة اليابان في التكنولوجيا والابتكار
  • رئيس جيترو: سياسات الابتكار والتنويع الاقتصادي في الإمارات جعلتها وجهة جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر
  • رئيس جيترو: اليابان حريصة على بناء شراكات مستدامة مع الإمارات في مختلف المجالات
  • 15 مليار دولار التبادل التجاري غير النفطي في 2017 بنمو 8.4% عن 2016
  • اليابان سادس أكبر شريك تجاري للإمارات في 2017 ورابع أكبر مصدر لها.. والإمارات ضمن أهم 20 سوقاً مستوردة من اليابان وضمن أهم 10 دول مصدرة لها

 

أبوظبي – 30 أبريل 2018

بحضور معالي شينزو آبي رئيس وزراء اليابان، ومعالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، ومعالي خلدون المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الرئيس التنفيذي العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار، انطلقت في العاصمة أبوظبي اليوم فعاليات المنتدى الإماراتي الياباني للأعمال، الذي تنظمه هيئة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو)، بالشراكة مع وزارة الاقتصاد، وبدعم من حكومة اليابان، وبالتعاون مع شركة اليابان الوطنية للنفط والغاز والمعادن، ومركز التعاون الياباني للشرق الأوسط.

بحث المنتدى فرص تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وسبل توسيع آفاق التعاون التجاري والاستثماري المشترك، تحت شعار "التنويع الاقتصادي والصناعي والابتكار في دولة الإمارات"، كما سلط الضوء على أحدث الاتجاهات والممارسات في عالم الأعمال بما ينسجم مع الرؤية التنموية وأهداف الأجندة الاقتصادية للبلدين.

حضر المنتدى سعادة هيرويوكي إيشيج رئيس هيئة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو)، وسعادة عبدالله بن أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، وسعادة خالد عمران العامري سفير دولة الإمارات لدى اليابان، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين من البلدين، ونخبة من الرؤساء والمديرين التنفيذيين لمجموعة من الشركات اليابانية في قطاعات الطاقة والتجارة والتصنيع والإنشاءات والتمويل والأدوية والرعاية الصحية.

وأعرب معالي شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان، خلال كلمته في المنتدى، عن اعتزازه بزيارة دولة الإمارات في هذا العام الذي يمثل عام زايد بالتزامن مع احتفال الدولة بالذكرى المئوية لولادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ومثنياً معاليه على مواصلة دولة الإمارات السير على نهجه الحكيم القائم على التسامح واحترام التنوع. كما أكد معاليه أن اليابان عملت على مدى الـ 45 عاماً الماضية مع دولة الإمارات، التي تعد رائدة التنمية في منطقة الشرق الأوسط، لتحقيق قفزات تنموية كبيرة تحقق مصلحة البلدين، الأمر الذي يرتقي بروابط البلدين إلى مستوى العلاقة الاستراتيجية.

وأضاف معالي شينزو آبي أن علاقات البلدين قوية جداً في مجال الطاقة، وقد توسعت في السنوات الأخيرة لتشمل قطاعات التكنولوجيا والبنية التحتية والأغذية والتعليم والثقافة وبرامج الفضاء، فضلاً عن التبادل العلمي والأكاديمي، مؤكداً معاليه أن حكومة اليابان ستدعم تعزيز العلاقات بين البلدين، وأن الإمارات واليابان ستظلان شركاء أقوياء في التعامل مع القضايا العالمية، إلى جانب قوة علاقاتهما التجارية والاقتصادية.

وأكد معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، قوة العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، حيث شملت محاور الشراكة معظم القطاعات تقريباً، مشيداً بما تم تحقيقه خلال المرحلة الماضية من تحفيز لديناميات التعاون وفق خطط واضحة، وتحديد لعدد من القطاعات والمشاريع والمبادرات ذات الأولوية لتكون محور التركيز خلال الفترة القادمة.

وأكد معاليه أن الزيادة في تبادل الزيارات الرفيعة المستوى، والفعاليات الاقتصادية المشتركة على المستويين الحكومي والخاص خلال الفترة الماضية يعكس الرغبة الواضحة وإرادة قيادتي البلدين في رفع مستوى التعاون بينهما إلى مرحلة جديدة تقوم على شراكة استراتيجية وشاملة ومستدامة.

تبادل تجاري يعكس ازدهار العلاقات الاقتصادية

كما أوضح معالي الوزير المنصوري أن أرقام التبادل التجاري والاستثماري تعكس جانباً مهماً آخر لازدهار العلاقات الاقتصادية الثنائية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي خلال عام 2017 نحو 15 مليار دولار، بنمو نسبته 8.4% عن عام 2016. كما بلغ متوسط نمو التجارة البينية غير النفطية للبلدين خلال السنوات الخمس الأخيرة نحو 2.5%.

وأضاف معاليه أن اليابان تعد سادس أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات وفق بيانات عام 2017، ورابع أكبر مصدِّر للدولة، وفي المرتبة 15 عالمياً بين أهم البلدان المستوردة من الإمارات، وفي المقابل، تأتي الإمارات ضمن أهم 20 سوقاً مستوردة من اليابان والأولى عربياً، وضمن أهم 10 دول مصدِّرة لليابان والأولى عربياً، بما يشمل تجارة النفط، كما سجل رصيد الاستثمارات اليابانية في الدولة نحو 14.3 مليار درهم، تعادل 3.9 مليار دولار.

منصة لتعزيز آفاق التعاون المستقبلي

وعلق معاليه بأنه على الرغم من ارتفاع هذه المعدلات التي تعكس شراكة متينة، إلا أنها لا تسير بالتوازي مع قوة اقتصاد البلدين، ولا تواكب متانة الروابط التجارية والاستثمارية بينهما، الأمر الذي يعني بالضرورة أن ثمة فرصاً وإمكانات للتعاون لم تتم الاستفادة منها بعد، مشيراً إلى أن المنتدى يعد منصة فعالة لبحث هذه الفرص وتعزيز آفاق التعاون المستقبلي، وبناء روابط وشراكات مثمرة بين القطاع الخاص في البلدين.

مظلة واسعة من قطاعات التعاون

وأوضح معالي وزير الاقتصاد أن ما تم إنجازه من تعاون خلال المرحلة الماضية أسهم في تعميق الشراكة في مظلة واسعة من القطاعات التقليدية ذات الأهمية، مثل الطاقة والصناعة والتجارة والاستثمار والسياحة والطيران، كما نجحت الجهود المشتركة للبلدين في تعزيز بعض الاتجاهات الاقتصادية المهمة، مثل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار وريادة الأعمال وتشجيع الشركات الناشئة على المساهمة في أنشطة البحث والتطوير وربطها مع الفرص الاستثمارية والأسواق العالمية.

وأضاف معاليه أن تركيز المنتدى على سياسة ومبادرات التنويع الاقتصادي والصناعي والابتكار بدولة الإمارات، سيلقي الضوء بصورة مفصلة على فرص وقطاعات مهمة للتعاون المستهدف وفق الخطة الاقتصادية للبلدين وبناء على توجهات القطاع الخاص فيهما.

الابتكار محرك التنمية في سياسات التنمية بالدولة

وأشار معالي الوزير المنصوري إلى أن دولة الإمارات أولت الابتكار أهمية قصوى كمحرك رئيسي للتنمية في إطار رؤية 2021، وبهدف بناء اقتصاد تنافسي عالمي متنوع قائم على المعرفة والابتكار بقيادة كفاءات وطنية متمكنة، وذلك في مواكبة للتحولات التي تشهدها النماذج الاقتصادية اليوم مدفوعة بتقدم التكنولوجيا وأنشطة البحث والتطوير والابتكار، والتي سمحت بسرعة تطوير الأفكار المبتكرة إلى مشاريع تجارية.

مبادرات لتحفيز المعرفة والبحث والتطوير

واستعرض معاليه أهم سياسات وجهود تعزيز مسار الابتكار في الدولة، بدءاً بالاستراتيجية الوطنية للابتكار، وصولاً إلى الإطار المستقبلي المستدام الذي وضعته مئوية الإمارات 2071، حيث تم إطلاق مبادرات عديدة لتحفيز التقدم القائم على المعرفة والبحث والتطوير والأفكار المبتكرة بصورة أكثر تركيزاً ووضوحاً، ولا سيما في قطاعات الطاقة المتجددة والنقل والمياه والتكنولوجيا والصحة والتعليم والفضاء، مشيراً إلى أهم الإنجازات المتحققة في هذا الصدد من خلال مشاريع وبرامج اكتسبت ريادة عالمية، أبرزها الهايبرلوب الأول من نوعه في العالم، وبرنامج الإمارات لاستكشاف المريخ، ومحطة الطاقة النووية للأغراض السلمية، وغيرها الكثير.

التعاون في قطاعات طموحة

وأكد معاليه حرص دولة الإمارات على الاستفادة من التجربة اليابانية الرائدة والثرية في مجالات الابتكار والتكنولوجيا وجعلها مرتكزاً لجهود الشراكة بين البلدين. كما أشار معاليه إلى أهمية بحث إمكانات توسيع التعاون نحو قطاعات أكثر طموحاً مثل تكنولوجيا الفضاء والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنيات البلوك تشين ومختلف تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وبمساهمة رئيسية للشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الناشئة ورواد الأعمال.

 

من جانبه، قال سعادة هيرويوكي إيشيج رئيس هيئة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو) إن العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات واليابان شهدت تطوراً واسعاً شمل مختلف القطاعات خلال السنوات الخمس الأخيرة، مشيداً بالخطوات والإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط والتركيز على التنوع الصناعي وتوسيع دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة والاقتصاد الرقمي، والتي أسهمت في جعلها وجهة جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر في مختلف المجالات الحيوية.

الإمارات نقطة ربط بين القارات

وأوضح سعادته أن الإمارات إضافة إلى كونها أحد أبرز مزودي اليابان بالنفط، فإن الشركات اليابانية تنظر إلى دولة الإمارات باعتبارها مركزاً تجارياً حيوياً في الشرق الأوسط، ونقطة ربط بين أوروبا وإفريقيا وآسيا، مشيراً إلى تزايد عدد الشركات اليابانية العاملة داخل الدولة، والتي وصلت إلى 300 شركة حتى الآن.

تعاون في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة

وأوضح أن جيترو أسهمت في إطلاق وتنفيذ العديد من المبادرات التي عززت جهود التعاون والشراكة بين البلدين، منها المنصة الإماراتية اليابانية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير نظام فعال لدعم الربط بين الشركات اليابانية المبتكرة والفرص الاستثمارية في دولة الإمارات، وتنظيم زيارات وفود رواد الأعمال وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة اليابانيين إلى الدولة، واستضافة منتدى الأعمال الإماراتي الياباني الذي عقد الشهر الماضي في طوكيو، مؤكداً حرص اليابان على بناء شراكة مستدامة مع دولة الإمارات العربية المتحدة تحقق المنفعة الاقتصادية المشتركة.

جلسات عمل ومذكرات تفاهم

إلى ذلك، شهدت فعاليات المنتدى ثلاث جلسات عمل استعرضت فيها 18 شركة يابانية رائدة فرص التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، حيث ركزت الجلسة الأولى على "تعزيز استدامة التعاون في مجال الطاقة من أجل مستقبل آمن"؛ فيما تطرقت الثانية إلى سبل "التآزر من خلال التجارة والاستثمار والتنويع الاقتصادي" واستعرضت خلالها 8 شركات يابانية أبرز قصص النجاح التي حققتها لتعزيز تبادل الخبرات والأفكار التنموية؛ أما الجلسة الثالثة فتناولت دور "الموارد البشرية والابتكار لصياغة المستقبل".

واختتمت أعمال المنتدى بتبادل مذكرات تفاهم بين عدد من الجهات المعنية في البلدين لتعزيز التعاون والشراكة في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، من ضمنها مكتب أبوظبي للاستثمار وأدنوك.