الأخبار
ملتقى الأعمال والاستثمار الإماراتي السنغافوري يعزز الفرص الاقتصادية بين البلدين
09 فبراير 2018
ملتقى الأعمال والاستثمار الإماراتي السنغافوري يعزز الفرص الاقتصادية بين البلدين
قال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد إن الرغبة المشتركة بين كل من الإمارات وسنغافورة للارتقاء بقنوات العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية، لاسيما في تلك المرحلة التي تشهد تعافي وانتعاش الاقتصاد العالمي، تتواكب وجهود الدولة لتحقيق طفرة في علاقتها مع دول آسيا ككل، ومنطقة جنوب شرق آسيا بصفة خاصة.
واشار معاليه إلى تخطي قيمة المبادلات التجارية غير النفطية مع الدول الآسيوية بما قيمته 450 مليار درهم، وفقاً لإحصائيات العام 2015 ونوه إلى التأثيرات الإيجابية لاتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين سنغافورة ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي دخلت حيز التنفيذ في العام 2015، الأمر الذي يزيد من فرص كيانات الأعمال، والمؤسسات الاستثمارية في كلا البلدين، من الاستفادة من التسهيلات الداعمة والمنصوص عليها في تلك الاتفاقية.
وأضاف المنصوري أن قيمة المبادلات التجارية بين دولة الإمارات وجمهورية سنغافورة تخطت في 2016، أكثر من 18.3 مليار درهم ..فيما قدرت قيمة الاستثمارات المباشرة الواردة من سنغافورة للإمارات حتى نهاية العام 2015، بنحو 8.8 مليار درهم مع بلوغ قيمة استثمارات دولة الإمارات في سنغافورة ما قيمته 10 مليارات درهم ...متوقعاً أن تكون المرحلة المقبلة اكثر ازدهاراً على صعيد الاستثمارات والتبادل التجاري بين الإمارات وسنغافورة.
جاءت ذلك خلال كلمة معاليه في افتتاح الملتقى الإماراتي السنغافوري للأعمال والاستثمار، الذي استضافته سنغافورة، بحضور معالي الدكتور كوه بوه كون - وزير الدولة الأول بوزارة التجارة والصناعة، ووزارة التنمية الوطنية، وسعادة محمد عمرعبدالله بلفقيه سفير الدولة لدى جمهورية سنغافورة، وسعادة عبدالله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، ومشاركة أكثر من 370 شخصاً من مسؤولي وممثلي الجهات الحكومية والشركات الإماراتية والسنغافورية، فضلاً عن العديد من ممثلي الشركات في الدول الآسيوية والعديد من وسائل الإعلام الآسيوية.
وأكد معاليه حرص دولة الإمارات على تعزيز تعاونها مع سنغافورة، التي تصنف باستمرار بين أكبر ثلاث اقتصادات مفتوحة في العالم، ومن بين أفضل الأماكن للقيام بأعمال تجارية ..منوهاً بأن النمو الاقتصادي الملحوظ الذي شهدته سنغافورة العام 2017 يولد المزيد من النمو للأعوام المقبلة، بما ينعكس على رغبة دولة الإمارات وحرصها في إطار النمو الذي حققته ومواصلة خطى النمو في مؤشرات اقتصادها الوطني، على تحقيق المنفعة المشتركة مع سنغافورة.
وأشار المنصوري إلى العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والتي تغطي كافة مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والفني، والخدمات الجوية، والتجارة الحرة واتفاقيات منع الازدواج الضريبي، وحماية وتعزيز الاستثمارات ..مشيراً إلى مواصلة إقامة وتأسيس الشراكات في مجالات رئيسية كالمشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار، والبحث والتطوير، والتصنيع والاستثمارات في قطاعات الأمن الغذائي، والطيران المدني، والسياحة، والتعليم والصحة، حيث تعد قطاعات واعدة في إطار استراتيجية دولة الإمارات الوطنية للابتكار ورؤيتها للعام 2021 والتي تهدف إلى أن تكون دولة الإمارات إحدى أفضل الدول في العالم من خلال التنويع والابتكار وتبادل المعرفة وريادة الأعمال.
وأضاف المنصوري، أن دولة الإمارات تنظر باهتمام إلى التعاون مع سنغافورة باعتبارها من أكبر 10 اقتصادات حرة في العالم في عام 2017 ..كما يصنف تقرير البنك الدولي دولة الإمارات على صعيد سهولة ممارسة الأعمال لعام 2018، في المرتبة الحادية والعشرين عالميا والأولى عربياً ..كما أشارت دراسة أجرتها وكالة أنباء أمريكان نيوز آند وورد ريبورت، مؤخرا إلى أن دولة الإمارات من أفضل 25 دولة في العالم حيث تبوأت المرتبة 22 في القائمة، في حين جاءت سنغافورة في المرتبة 15.
ووجه معالي وزير الاقتصاد الدعوة للمستثمرين في سنغافورة للاستثمار في الإمارات للاستفادة من مناخ الأعمال والمؤشرات الريادية التي حققتها الدولة، تماشياً مع سياسة تنويع الاقتصاد الوطني للدولة والمعتمدة على المعرفة والابتكار مع البنية التحتية المتقدمة والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي؛ والحماية الكاملة لحقوق الملكية الفكرية.
من جانبه رحب معالي الدكتور كوه بوه كون، في كلمته خلال الملتقى بوفد دولة الإمارات المشارك في ملتقى الأعمال السنغافوري الماليزي، متحدثاً عن تشابه مقومات ورؤى وتجارب التنمية في كل من دولة الإمارات وسنغافورة ..مؤكداً العلاقات القوية بين البلدين، بما يدعم العمل بشكل مشترك، مشيداً بالترحيب الذي تلقاه الاستثمارات وكيانات الأعمال السنغافورية في دولة الإمارات، وهذا ما يتواكب في ذات الوقت مع نمو مؤشرات الاعمال.
وأشار للتسهيلات التي تحظى بها الشركات السنغافورية في دولة الإمارات والنجاح المضطرد في ذلك الصدد كما رحب معالي كوه بوه كون بحضور الشركات الإماراتية على رأس وفد من دولة الإمارات ..مشيراً للعديد من القطاعات التي تمثل مظلة داعمة للعمل المشترك وتبادل الخبرات، ومضاعفة الاستثمارات في قطاعات التقنية والابتكار ..داعياً ممثلي ومسؤولي الشركات وكيانات الأعمال الإماراتية للالتقاء والتباحث مع نظرائهم السنغافوريين حول أفضل السبل.
وعلى صعيد متصل قام معالي سلطان بن سعيد المنصوري ووفد دولة الإمارات بزيارة المركز الوطني للابتكار، حيث قام الرئيس التنفيذي للمركز بتقديم عرض لمعالي سلطان المنصوري والوفد المرافق من ممثلي الجهات الحكومية والشركات الإماراتية، للتعريف برسالة ودور وأهداف المركز، كونه بات ركيزة اساسية لتحقيق نهضة سنغافورة ويعزز من ريادتها على درب التنمية والمضي في مسيرة التحول، في إطار الأهمية البالغة التي توليها سنغافورة للابتكار في تطوير اقتصادها وكون المركز بمخرجاته المتعددة، بات يمثل حلقة الوصل بين جهود الحكومة السنغافورية وشركات الأعمال مع دعم مسيرة البحث العلمي.
وتضمنت اجندة الملتقى العديد من المحاور والحلقات النقاشية التي شهدت زخماً ومشاركة من قبل مسؤولي الشركات للتعرف على ابرز التطورات على صعيد بيئة ممارسة الأعمال في كلا البلدين، واستعراض انجازات المؤسسات الاقتصادية الحكومية وشبه الحكومية، فضلاً على التطرق لمناقشات حول السياسات الاستثمارية وفرص التعاون في الاستثمار بين البلدين، وتأسيس المشاريع، مع عرض تجارب ناجحة لمؤسسات من الإمارات كشركة مصدر، وشركة موانئ أبوظبي، ومدينة الشارقة للإعلام، ومجمع الشارقة للتكنولوجيا والابتكار، والمناطق الحرة في دولة الإمارات، والمنتدى الدولي للحلال، وعرض جلسة لمناقشة القوانين والتشريعات والأطر التنظيمية والاقتصاد الإسلامي، وقطاعات الطاقة المتجددة والمياه والطاقة النظيفة.
وأكد سعادة جمال سيف الجروان الأمين العام، لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، أن مشاركة المجلس في الملتقى تكتسب أهمية كبيرة نظراً إلى أن دول مجموعة الاسيان تعد ذات جاذبية للمستثمر الإماراتي، فضلاً على تقييم البيئة الاستثمارية في البلدين مما ساهم في الخروج بتصور ايجابي بهذه الاجتماعات خاصة ما يتعلق بتنمية العلاقات الاقتصادية مع الجهات الرسمية في البلدين.
ومن جهتها قالت عائشة العيدروس، مدير دعم الأعمال وممثلة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل ضمن الوفد الإماراتي المشارك في فعاليات الملتقى الاقتصادي الإماراتي الماليزي للأعمال إن مشاركة مصدر في هذا الملتقى الذي تنظمه وزارة الاقتصاد تأتي بهدف تعزيز أواصر التعاون واستكشاف الفرص الاستثمارية أمام الشركات بين البلدين، ودفع عجلة التباحث وتأسيس مشروعات مجدية في عدد من القطاعات الاقتصادية لاسيما الطاقة النظيفة والمتجددة.
وأضافت أن لدى ماليزيا وسنغافورة خططاً طموحة وأطراً تشريعية جاذبة تسهم في تحقيق هدفها المتمثل في رفع حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة إلى 11% بحلول عام 2020 ..وانطلاقاً من ذلك، نتطلع في شركة "مصدر" إلى بحث سبل التعاون والمشاركة في تنفيذ هذا الهدف الطموح، مستندين على خبراتنا الواسعة وجهودنا الرائدة في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم.
وقال فيصل النعيمي المدير التنفيذي لقطاع التسويق والمبيعات في منطقة عجمان الحرة، إن المنطقة تعمل بصفة مستقلة وفقاً لآليات ومعايير القطاع الخاص من حيث استقطاب الاستثمارات الأجنبية لدولة الإمارات بصفة عامة ولإمارة عجمان بصفة خاصة ..حيث أكملت هذا العام 30 عاماً واستطاعت خلال الفترة الماضية إنفاق ما يقارب 2 مليار درهم لتطوير البنية التحتية والتقنية بهدف تفعيل الجاهزية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
واضاف أن هذا الامر اسهم في استقطاب ما يقارب 16 ألف مستثمر حتى نهاية العام 2017، في مختلف القطاعات، مشيرا إلى أن المنطقة تركز خلال الأعوام الأربعة المقبلة على 5 قطاعات اقتصادية وهي التعليم والصحة، والمأكولات والمشروبات، وسوق السيارات المستعملة، وأخيراً قطاع الإعلام.
وألمح النعيمي إلى أن مشاركة منطقة عجمان الحرة في الملتقى الإماراتي السنغافوري للأعمال تأتي للتعريف بالمقومات والحوافز التي تقدمها المنطقة للمستثمرين من سنغافورة بصفة خاصة ودول جنوب شرق آسيا بصفة عامة، بهدف جذب تلك القطاعات المذكورة للاستثمار في إمارة عجمان والتي من شأنها تفعيل المسيرة الاقتصادية للإمارة.